نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 79
والمستعبد, كما لم يفتأ يوجه نظر المسلمين إلى أن دينهم يحتم عليهم إجلاءهم عن ديارهم. يقول[1].
"مع أن دينهم -دين المسلمين- يرسم عليهم أن لا يدينوا لسلطة من يخالفهم، بل الركن الأعظم لدينهم طرح ولاية الأجنبي عنهم وكشفها عن ديارهم بل منازعة كل ذي شوكة في شوكته! هل نسوا وعد الله بأن يرثوا الأرض وهم العباد الصالحون؟ هل غفلوا عن تكفل الله لهم بإظهار شأنهم على سائر الشعوب {وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [2]؟ هل سهوا عن أن الله اشترى منهم لإعلاء كلمته: أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة؟ لا لا، إن العقائد الإسلامية مالكة لقلوب المسلمين، حاكمة في إرادتهم، وسواء في العقائد الدينية والفضائل الشرعية عامتهم وخاصتهم".
وبهذا نرى أن ولاية الأجنبي على المسلمين كانت محور الخصومة في الفكر الإسلامي في ظل الاستعمار الغربي، بين محاول لقبولها وبين رافض إياها، كما نرى أن محاولة قبولها توصف بالتقدمية أو التسامح في العقيدة، بينما يوصف الجانب الآخر بالرجعية والتزمت.
هذا ما كان من كفاح السيد جمال الدين للاستعمار الغربي كمسلم ناقد, أو كداعية سياسي، التزم في دعوته السياسية مبادئ القرآن والسنة الصحيحة.
أما منهجه الذي اقترحه ليجعل من المسلمين قوة متماسكة، سائرة في الحياة، حريصة على أن تكون سيدة نفسها، فيتلخص في هذه الجملة:
"أرجو أن يكون سلطان جميعهم -جميع المسلمين- القرآن ووجهة وحدتهم الدين".
ويقول شارحًا ذلك3:
"أما المسلمون، فبعد أن نالوا في نشأة دينهم ما نالوا، وأخذوا من [1] المصدر السابق ص133. [2] الأنفال: 8.
3 المصدر السابق ص70, 71.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 79