نام کتاب : المستشرقون في الميزان نویسنده : القارئ، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 155
5- والعربية وعاء القرآن ولغة مقدسة تربط بين المسلمين برباط ثقافي متين، فاهتموا بهدمها ولجأوا في سبيل ذلك إلى وسيلتين:
الأولى: إحياء اللهجات العامية والدعوة إلى استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، ونشر تعليم اللغات الأوروبية وخاصة الإنكليزية والفرنسية بشتى الوسائل، وهذه النقطة لا تحتاج إلى شرح فالواقع أوضح ترجمة لها!!
الأخرى: التشكيك في الشعر الجاهلي وما روى من الأدب العربي وفي ذلك اشتهر الرأي الخطير الذي يعرف بقضية انتحال الشعر الجاهلي وقد أظهره لأول مرة المستشرق - إن جي داود - ثم تبنى إشاعة هذه السخافة في البلاد العربية المريد المخلص للمستشرقين طه حسين..
6- الوحدة الإسلامية التي يجتمع في إطارها المسلمون من مختلف الأجناس والألوان حيث تتجسد فيهم الأخوة الإسلامية، بناءً قوياً متماسكاً، هذا المبدأ الإسلامي أرعب المستشرقين كثيرا وخاصة عندما يتمثل في قمة ازدهاره في إطاره السياسي العظيم - الخلافة الإسلامية - التي ما فتئ اليهود والنصارى يجتهدون متكاتفين حتى أسقطوا آخر لبنة من لبناتها في الآستانة.. - اسلامبول - ليقيموا على أنقاضها دولة علمانية..
لا يزال المستشرقون يعملون دائبين على طمس معالم هذه الوحدة الإسلامية وذلك بعدة وسائل من أبرزها وأخطرها:
بعث المدنيات الجاهلية في كل قطر مسلم: كالفارسية، والهندية، والطورانية، والفرعونية، والفينيقية، والآشورية، والجاهلية العربية..الخ..
بالدراسات التاريخية والجغرافية، وبالعناية باستخراج الأثار والتنقيب عنها. وهذه الجهود ستؤدي حتماً إلى بعث القوميات الإقليمية الضيقة فتصبح الأمة الإسلامية الواحدة التي ذابت في بوتقتها القوميات والنعرات: تصبح أمماً متفرقة متناحرة..
نام کتاب : المستشرقون في الميزان نویسنده : القارئ، عبد العزيز جلد : 1 صفحه : 155