البحوث ويعيد سردها هنا، ولكنه سيذكر الأهداف والبواعث التي تخدم هذا الغرض فحسب.
وإذا كان الأمر كذلك فيما يتعلق بالأهداف والبواعث فإنه من باب أولى أن يضرب الصفح في هذه الدراسة عن الخوض في النشأة من حيث تاريخها وأسبابها، فلا تفرد لذلك مباحث مستقلة، وإنما يأتي ذكرها عرضا إذا دعت الحاجة إليها في هذا السياق.
[التفريق بين ظاهرتين]
التفريق بين ظاهرتين: ولن يذهب بنا الموقف من الاستشراق والتنصير إلى الحد الذي يدعونا أن نقرر أنهما وجهان لعملة واحدة [1] وأن الاستشراق تنصير من وجوه، والتنصير استشراق من وجوه؛ ذلك أن هذا الإطلاق لا يتفق مع هاتين الظاهرتين، فالاستشراق ليس كله تنصيرا، والتنصير ليس كله استشراقا، وبالتالي فإنه يمكننا القول أن ليس كل مستشرق منصرا، كما أنه ليس كل منصر مستشرقا، والإحصاءات المتغيرة تذكر أن هناك سبعة عشر مليون [1] أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي - القاهر: مطبعة دار المعارف [1980 م - 1400 هـ]- ص125 - 139.