أي منهج نابع من عقيدة المسلمين، وأقصوا كل من شموا منه رائحة التوجيه إلى هذه العقيدة.
كما وضعوا لأجهزة الإعلام مناهج قصد منها مسخ أبناء الإسلام مسخاً يصعب معه تربيتهم على الهدى والخلق الكريم وإن ساعة واحدة من بعض هذه الأجهزة الموجهة ضد العقيدة والأخلاق لجديرة بتحطيم أخلاق شعب بأكمله أو أضعافها لا فرق بين مدني وبدوي لأنها في متناول الجميع.
كما ابتلى المسلمون بأفواج من حملة الشهادات القانونية متخرجين في كليات الحقوق من قضاة ومحامين تعلقت قلوبهم بالتشريع البشري وأصبح عندهم أفضل من تشريع الله صاغوا للشعوب قوانين الغرب بل صاغوها في الحقيقة لحماية حكام تلك الشعوب وتحت ضغط توجيههم فكانوا وبالاً على العدل.
كما أخرجت لنا المدارس والمعاهد والجامعات طوابير من نوع آخر هم المغنون والمغنيات والراقصون والراقصات والممثلون والممثلات أفسدوا الشعوب إفساداً وكأن تلك الشعوب في حاجة إلى أمثال هؤلاء ليحرروا بهم بلادهم من العدو الدخيل.
ومن العجيب حقاً- وعجائب الشاردين عن الله لا تنقضي أن يعلو قدر هؤلاء الساقطين لدى أكثر كبار قادة الشعوب الإسلامية فيغدقون عليهم الجوائز ويسخرون لهم أجهزة الإعلام لبث عارهم وفسادهم في أغلب الأوقات. وإذا مات أحد هؤلاء السفلة جندت لإشهار موته أجهزة الدولة للمشاركة في موكب جنازته الذي يوحي لمن رآه وقد تقدم الموكب كبار رجال الدولة من السياسيين والعسكريين أن هذا موكب بطل من الأبطال الذين سجلوا في صحائف التاريخ طول حياتهم أروع البطولات. مع أنهم كانوا السبب في القضاء على البطولة والجد في الشباب.
هذا في حال أنك ترى البطل الشجاع الذي نذر حياته لإنقاذ شعبه من الظلم والمذلة يوارى جثمانه في ظلمة الليل في قطعة من الأرض مجهولة قد لا يراه أقرب المقربين إليه.
وإذا ذكر في أجهزة الإعلام فإنما يذكر بصفات منفرة وألقاب قذرة توحي للسامع أو القارىء أنه عدو لشعب يسعى إلى إفساده جرياً على قاعدة فرعون وإخوانه {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} .