نام کتاب : بين الرشاد والتيه نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 119
ولكن يجب ألا تكون كلمة (حذر) كلمة خاصة بعناوين كبيرة في الصحافة، وبالمواعظ التي ترددها الإذاعة، بل يجب أن يكون الحذر مطبوعا في سلوك كل فرد، وخصوصا في سلوك المسؤولين.
إن وطننا ليس ثكنة يقف فيها الفرد كما يقف الجندي أمام الضابط، ولكنه في الوقت نفسه ليس قاعة ميسر يقامر فيها من يريد، بأمن البلاد وإستقلالها. إننا في وضع عصيب فرضه علينا الإستعمار، ولا نبالغ في مثل هذا الوضع إذا ذكرنا المواطن بواجباته، أو إذا طلبنا من الأجنبي الذي يعيش بيننا، أن يحترم قوانيننا وأصول الضيافة.
هذه الإعتبارات تأخذ أهميتها من وضع لا نريد أن يتطور نحو الخاتمة التي يفضلها الإستعمار بل نحو تلك التي نرغبها نحن.
فقد مني الوطن العربي بنكسة عسكرية لا تنقص من ميزات أبنائه في القتال، كما يعرفها الجميع، ولكن النكسة كشفت عن بعض جوانبه النفسية التي كان لها ضلع في النكسة الأولى في سنة 1948.
ويبدو أن العرب لم يتخلصوا بعد من هذه الجوانب. ولكنهم .. حتى في هذه الحالة، نراهم قد سجلوا أثرا محمودا ظهر في الوحدة المقدسة التي شاهدناها في أيامنا المثيرة هذه.
وهم إذا احتفظوا بهذا الأثر في سائر الظروف، فسوف يحققون آثارا أخرى في الميدان الإقتصادي والدبلوماسي.
وليس من شك في أن هذا هو السبب الذي جعل إسرائيل، تلح في التصريح بأنها مستعدة للتفاهم مع كل حكومة عربية على حدة حتى تفرق العرب مرة أخرى، وهو هدف تستهدفه الآن لتقول بطبيعة الحال، لكل واحد منهم على حدة إنه أعقل وأفضل من غيره.
نام کتاب : بين الرشاد والتيه نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 119