أوصانا بقوله: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "[1].
وفهم أيضا معنى قوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} [النّساء: 59] .
فإذا كان الله -سبحانه- قد أوجب علينا أن نرد ما تنازعنا فيه إلى الله، أي إلى كتابه، وإلى الرسول، أي إلى سنته، علمنا قطعا أن من رد إلى الكتاب والسنة ما تنازع فيه الناس، وجد فيه ما يفصل النّزاع)) [2].
ويتابع كلامه، فيوجب في محل النّزاع الرد إلى الله والرسول، إذا اختلف كلام أحمد، وكلام أصحابه، يقول رحمه الله:
((إذا اختلف كلام أحمد، وكلام أصحابه، فنقول في محل النزاع: التراد إلى الله والرسول، لا إلى كلام أصحابه وبالجملة، فمتى رأيت الاختلاف، فرده إلى الله والرسول)) [3].
ولا يحمل الشيخ الناس على اتباع كلامه، إنما يدعوهم إلى اتباع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ففي رسالته إلى الشيخ فاضل آل مزيد يقول:
((إني أذكر لمن خالفني أن الواجب على الناس اتباع ما وصى به النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أمته، وأقول لهم: الكتب عندكم، انظروا فيها، ولا تأخذوا من [1] رواه أبو داود في السنة (4607) ، والترمذي في العلم (2676) ، وابن ماجه في المقدمة (42) ، من حديث العرباض بن سارية، رضي الله عنه. [2] مؤلفات الشيخ -القسم الثالث- فتاوى ومسائل - ص31، 32. [3] مؤلفات الشيخ، 3/32-33.