بسلطان، فسأل سلطانا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإِقامة دين اللِّه، فإِن السلطان رحمة من الله، جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض، فأكل شديدهم ضعيفهم)) . ويعلق ابن كثير على قول قتادة قائلا:
((وهو الأرجح، فإِنه لابد -مع الحق- من قهر لمن عاداه وناوأه، ولهذا يقول تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} الآية [الحديد: 25] ، ويقول عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ((إِن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)) .
أي ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والاَثام ما لا يمتنع كثير من الناس عنه بالقرآن، وما فيه من الوعيد الأكيد، والتهديد الشديد، وهذا هو الواقع)) [1].
ومن هنا كانت نظرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الاستعانة بقوة السلطان؛ لكي تنجح دعوته في منطقة تعمها الفوضى الدينية والاجتماعية والسياسِة.
وكان من الصعب -والحالة هذه- الوصول إلى أي خطوة عملية مؤثرة في التغيير، والإِصلاح بالجهد الدعوي المجرد، ومن هنا اتجه الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعزمه وطموحه؛ ليضع يده في يد أولي الأمر [1] تفسير ابن كثير، 3/58.