نام کتاب : حاضر العالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة جلد : 1 صفحه : 64
شهداء فهم رابحون، وإن الدعوة اشتدَّ عودها، وارتوت جذورها بهذه الدماء الطاهرة, فامتدت فروعها وأورقت وأثمرت من كل زوج بهيج.
أمَّا الذين تساقطوا ضعفاء تحت سطوة الإرهاب، فهؤلاء كانوا عبثًا على الدعوة وتخلَّصت وتخفَّفَت منهم.
ومن ثَمَّ فكَّروا في أسلوب جديد يمارسونه الآن:
وهو الفتنة بالخبر بعد الفتنة بالشر.
الفتنة بالجاه والمال والسلطان والدنيا.
ومحاولة شقّ الصف الإسلامي وتعميق الخلافات بين اتجاهاته, وتغذية ذلك بالمساعدات وبغير المساعدات.
- ونجحت الخطَّة الثانية فيما فشلت فيه الخطة الأولى.
فتساقط بعض آخر تحت فتنة المال أو الجاه أو السلطان, أو غير ذلك من أعراض الحياة الدنيا، وكان بعضهم ممن ثبت في الفتنة الأولى.
لكن سبحان مقلِّب القلوب من ناحية, والحمد لله من ناحية ثانية.
فإن هؤلاء كذلك كانوا عبئًا على الدعوة تحفَّفت منهم, وسقوطهم أمام تلك المغريات يعني انطواءهم على ضعف يسقط عنهم الصلاحية للقيادة, بل ويسقط عنهم الصلاحية للدعوة.
ومن ثَمَّ كان خيرًا.
ويبدو أن "الأعداء" لم يكتشفوا بعد خسرانهم الجديد، مبهورين بالنجاح المحدود الذي حققوه فيما فشلوا فيه عندما جرَّبوا سلاح الإرهاب.
- لكن ذلك لا يعني أن سلاح الإرهاب أُغْمِدَ إلى الأبد.
إن وجود السلاح في يد الإنسان قد يغريه باستعماله دون أن تسبق ذلك الحسابات، وإن وجوده يعطيه شيئًا من الغرور قد يعميه عمَّا قدمنا من حقائق, أهمها: أنه في النهاية هو الخاسر.
نام کتاب : حاضر العالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة جلد : 1 صفحه : 64