ويتضح من هذا العرض السريع أن حقوق الإنسان في الغرب لا تاريخ لها, ولا وجود لها قبل قرنين أو ثلاثة, كما أنها بالرغم من كثرة ترديدها ليس لها قوة تنفيذية[1].
وعلى سبيل المثال؛ ظلت الحقوق الاقتصادية للإنسان مجهولة لدى العالم الأوروبي، ولم يعرفها إلا حديثا، إذ إن المطالبة بها والاعتراف لم يبدأ إلا مع الحركات الاشتراكية الحديثة في أوروبا، منذ القرن التاسع عشر، حيث ارتبطت دائما حقوق الإنسان في أوروبا وغيرها بالحقوق السياسية والحريات العامة، ولم تظهر هذه منذ أربعة عقود عند صدور الإعلان العالمي الذي تضمن بعض المواد الخاصة بها.
أما الاعتراف بهذه الحقوق فلم يتم إلا سنة 1966م عند صدور الميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأما قبل هذا فلم تكن هذه الحقوق معترفا بها إطلاقا، حتى في البيان الذي أصدرته الثورة الفرنسية سنة 1789م, إذ لم يتضمن مع تقدمه مادة واحدة تتعلق بالحقوق الاقتصادية[2]. [1] الحكومة الإسلامية، أبو الأعلى المودودي، الدار السعودية. [2] الثورة الفرنسية، حسن جلال, لجنة التأليف والترجمة والنشر, القاهرة، سنة 1927م.