responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 25
المحرف لنبوءات الكتاب المقدس، وليس أدل على ذلك من موقف السياسي البريطاني بلفور صاحب الوعد المشئوم للصهيونية، حيث نشرت ابنة أخيه وسكرتيرته الخاصة بعد وفاته أنه لم يكن يعمل لصالح اليهود، ولكنه كان يؤمن بالنصوص التي تقول: "إن عودة المسيح الثانية إلى الأرض لا تأتي إلا في دولة يهودية"[1]. وقد ثبت الآن أن كثيرا من النبوءات التوراتية قد نسجها اليهود -قصدا- لخدمة أغراض سياسية، ومن الذين تبنوا هذا الرأي الكاتب والفيلسوف الفرنسي باسكال في تأملاته المعروفة. ويضاف إلى سطوة النبوءات الدينية, الكراهية الموروثة للعرب والمسلمين، وسطوة المصالح الإستراتيجية للدول الغربية وخصوصا بريطانيا التي أسلمت هذه التركة السوداء إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد غروب شمس الإمبراطوريات الأوروبية.
لقد اعتمد الصهاينة على عبارات غامضة في الكتاب المقدس تحتمل كل تفسير؛ ليقولوا للناس: إن الله قد أعطى هذه الأرض لإبراهيم وسلالته من نهر مصر إلى النهر الكبير "الفرات"[2]. وقد اكتسبت هذه الهجمة عنفوانا مضاعفا مع التقارب المسيحي اليهودي على صعيد العقائد؛ مما وضع لمعركة تاريخية طويلة، ومكن عملاء الصهيونية من إقناع قطاعات كبيرة من المسيحيين لمناصرة إسرائيل باعتباره واجبا دينيا يؤكد صدق الكتاب المقدس، وها هو القسيس "جاكوب شونفيلد" الأمين العام لجمعية الصداقة اليهودية المسيحية يكتب في تقرير رفعه إلى المؤتمر العام للجمعية في عام 1983 يقول فيه: "إن كلمة الله الحقيقية هي التوراة، وإنها تجسدت في المسيح، فلما صلب المسيح بجسده بقيت كلمة الله في التوراة" ومضى القسيس المتآمر لأقصى غاية حين يقول: "إن عودة المسيح قد تمت فعلا بقيام إسرائيل".
وهذه الحجة الواهية رسبها قادة الصهيونية في عدوان مسلح على الشعب العربي الفلسطيني, وانتزاع أرض آبائه وأجداده مع أن أكثر قادتهم الكبار أمثال: هرتزل، وبن جوريون، وجولدامائير من الملحدين الذين لا

[1] BIBLE AND SWORD, HOW THE BRITISH CAME TO PALESTINE, BARBARA W. TUCHMAN.
[2] سفر التكوين 21-71.
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست