responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 29
الطويل الكاتب الروسي تولستوي في وضع كتابه المشهور "الكوساك" حيث شارك شخصيا في بعض مراحل الصراع.
إن التركة الوحيدة التي بقيت الأنظمة الروسية تحافظ عليها من القياصرة إلى الشيوعيين، إلى النظام الديمقراطي الحر، هي مكاسب الاستعمار القيصري، ليس لسبب سوى أن جمهورية الشيشان تضم مخزونا هائلا من البترول الذي يزود روسيا بحوالي ثلث مواردها من الوقود, إلى جانب اكتشاف الغاز الطبيعي وغيره من المواد الإستراتيجية[1]. وفي سبيل هذه الغنائم تدوس روسيا استقلال هذا الشعب الأنوف، ضاربة بعرض الحائط حقوق الإنسان والقانون الدولي، بل تمزق دستورها وتعهداتها عبر عصور متوالية.
وبعد الحرب العالمية الثانية 1944 قام ستالين بجريمة غير مسبوقة؛ إذ أصدر الطاغية قرارا بتهجير شعب الشيشان والأنجوش بكامله إلى جزيرة القرم وغيرها من أقاليم الاتحاد السوفيتي، وتبع ذلك إلغاء جمهورية أنجوشيا والشيشان، وكان تبرير السلطات السوفيتية لهذا العمل اللاإنساني أن شعب الشيشان لم يظهر حماسا لمقاومة الهجوم الألماني! ولكن التاريخ يعيد نفسه الآن حين برر يلتسين هجومه على الشيشان بحجة أنه يقاوم الإرهابيين!
على أنه من الضروري القول: إن الرأي العالمي -وخصوصا في الدول الغربية- يحيط مأساة شعب الشيشان بصمت مريب، ولا يكاد يتحدث عنها إلا لذر الرماد في العيون، وإذا قُورن هذا الموقف بما أبدته تلك الدول من حماس منقطع النظير إزاء قضية تيمور الشرقية مثلا، يتضح أن الغيرة المدعاة على حقوق الإنسان ليست إلا سلاحا يجرد لخدمة الأغراض السياسية، وأن العداوة للإسلام والمسلمين لا تزال تشكل محورا أساسيا في سياسة بعض الدول الغربية، كما كان الحال في زمان القيصر إيفان الرهيب، والإمبراطورة كاترين.
إن قضية الشيشان تشكل تحديا للعالم الإسلامي، وامتحانا لمدى إخلاصه وولائه للأخوة الإسلامية، وواجب المسلمين حكاما وشعوبا أن يهبوا لنصرة إخوانهم بكل ما يستطيعون ليحبطوا الاستعمار الروسي الجديد، وعليهم أن يبينوا للدول الغربية أنهم يدركون الدوافع الحقيقية لتنكرهم لحقوق الإنسان.

[1] المصدر السابق.
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست