الفصل الأول: هدم الأبنية على القبور والنهي عن شد الرحال لزيارتها
اعترض خصوم الدعوة السلفية على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده بأنهم يهدمون الأبنية على القبور، كما يهدمون القباب التي على الأضرحة والمشاهد، ويمنعون تجصيص القبور وكسوتها وتزيينها، ويرون النهي عن شد الرحال لزيارة القبور ... ونحو تلك الأمور.
وبالفعل فقد كان الشيخ رحمه الله وأتباعه من بعده يعتقدون تلك الأمور قولا وعملا، ولكن هؤلاء الخصوم ساقوا تلك الأمور من هدم القباب ومنع كسوة القبور وتزيينها والنهي عن شد الرحال لزيارة المشاهد وغيرها، ساقوها في مقام الاعتراض، وأوردوها بقصد التحامل والتشنيع على هذه الدعوة السلفية، ولذا فإنها لا تخلو غالبا من الكذب والافتراء.
ومن أوائل المعترضين في هذا الفصل سليمان بن سحيم، حين ذكر ذلك في رسالته التي بعثها إلى الأمصار فقال:
(فمن بدعه وضلالاته أنه عمد إلى شهداء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكائنين في الجبيلة، زيد بن الخطاب والصحابة، وهدم قبورها وبعثرها؛ لأجل أنهم في حجارة، ولا يقدرون أن يحفروا لهم، فطووا على أضرحتهم قدر ذراع ليمنعوا الرايحة والسباع، والدافن لهم خالد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمد أيضا إلى مسجد في ذلك وهدمه..) [1]. ويستعظم المحجوب هدم القباب، فيقول- مخاطبا الإمام عبد العزيز الأول-: (وأما ما جنحت إليه من هدم ما يبنى على مشاهد الأولياء من القباب من غير [1] نقلا عن: ابن غنام "روضة الأفكار"، 1/112.