الفصل الأول: الافتراء على الشيخ بادعاء النبوة، وانتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم
يظهر من عنوان هذه الفرية أنها تتكون من شقين، الشق الأول: فرية ادعاء النبوة، والشق الثاني: فرية انتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم لذا فإننا سنتحدث عن كل شق منهما على حدة، فنورد أقوال الخصوم من مصادرهم، وكتبهم، ثم نتبعها بالدحض والرد.
فنشرع في الحديث عن الشق الأول من هذا الافتراء، وهي فرية أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ادعى النبوة، وقبل أن نذكر هذه الفرية، يجدر بنا أن نقف وقفة يسيرة لمعرفة اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأتباعه -من بعده- في عقيدة ختم النبوة.
لقد أوضح الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معتقده في مسألة ختم النبوة في مواضع من مؤلفاته، منها ما ورد في رسالته لأهل القصيم لما سألوه عن عقيدته فقال- بكل وضوح-:
(وأومن بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته) [1].
ويقول أيضا في هذه المسألة:
(وأول الرسل نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم) [2] ويذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن في إحدى رسائله معتقد الشيخ الإمام في هذا المقام، فيقول: (ويعتقد -أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب- أن القرآن الذي نزل به الروح
1 "مجموعة مؤلفات الشيخ" 5-10.
2 "مجموعة مؤلفات الشيخ" 1-155، 195