هو خير الخلق طرا[1] وبه ... للنبيين جرى ختم وفتح
فبه قد بدئوا واختتموا ... فهو كالمسك له في الختم نفح2
وقد أورد الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في رسالته التي بعثها إلى أهالي الحجاز وجنوب الجزيرة العربية، اعتقاد أئمة الدعوة السلفية في نجد، فكان مما قاله- رحمه الله- في مسألة ختم النبوة:
(ونؤمن بأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين) [3]. ويقول صاحب جواب الجماعة في هذه المسألة:
(ثم ختم النبوة والرسالة بصفوة النبيين والمرسلين وصفوته من الخلق أجمعين {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} 45.
وبهذه النقول المتعددة تكون مسألة ختم النبوة عند الشيخ وأتباعه قد اتضحت وبانت، فالنبوة قد ختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا نبي بعده، والوحي قد انقطع، فهذه العقيدة مسلم بها لا يشوبها أدنى شك أو ريب، وما سبق من نقول تأكيد بأن هذه المسألة ليست محلا للنقاش والجدال عند أئمة الدعوة السلفية، وما دام هذا هو موقف الشيخ من مسألة ختم النبوة، فإنه من المناسب بيان موقف الشيخ ممن اعتدى وتجرأ على هذا الختم وزعم أنه نبي يوحى إليه.
يتحدث الشيخ عن أهل الردة- بعد وفاة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم- فيقول:
(قتال أهل الردة: وصورة الردة أن العرب افترقت في ردتها، فطائفة رجعت إلى عبادة الأصنام، وقالوا: لو كان نبيا لما مات، وفرقة قالت نؤمن بالله ولا نصلي، وطائفة أقروا بالإسلام وصلوا، ولكن منعوا الزكاة، وطائفة شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن صدقوا مسيلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه معه في النبوة، وقوم من أهل اليمن صدقوا الأسود العنسي في ادعائه النبوة وقوم صدقوا طليحة الأسدي، ولم يشك أحد من الصحابة في كفر من ذكرنا، ووجوب قتالهم، إلا مانع الزكاة ... ) [6]. [1] طرا: أي جميعا، انظر: "مختار الصحاح" للرازي ص 389.
2 انظر: المصدر السابق ص 44.
3 "الدرر السنية" 1/289.
4 سورة الأحزاب آية: 40.
5 ص 167.
6 "مجموعة مؤلفات الشيخ" 3/37، 38. وانظر: "مؤلفات الشيخ" 3/42، 43.