قام بنشر دعوته الإصلاحية للتوصل لدعوى النبوة افتراء) [1].
ونلاحظ أن بعض الخصوم سطر هذه الفرية عبر أبيات شعرية كما فعل المدعو عبد الرحمن بن عمر الإحسائي[2] حيث يقول طاعنا في الشيخ الإمام وأتباعه:
وفي ذاك دعوى للنبوة ظاهر ... فيا فرية حطت وأوهت عن المرقا
ونحن الأولى بالدين قاموا ومهدوا ... وما شعروا أن قد به فتقوا فتقا
فيا ويحهم من أين جاءهم الهدى ... أوحي أتاهم وهو قد أحكم الغلقا3
ويقول يوسف النبهاني في رائيته الصغرى- ناعقا بهذه الفرية-:
أولئك وهابية ضل سعيهم ... فظنوا الردى خيرا وظنوا الهدى رشدا
ضعاف النهى أعراب نجد جدودهم ... وقد أورثوهم عنهم الزور والوزرا
مسيلمة الجد الكبير وعرسه ... سجاح لكل منهم الجدة الكبرى
فقد ورثوا الكذاب إذ كان يدعي ... بأن له شطرا وللمصطفى شطرا4
ما سبق نقله بعض النماذج لمزاعم الخصوم ومفترياتهم مأخوذة من كتبهم ومصادرهم، ولعل ما نقلناه عن الشيخ الإمام رحمه الله في اعتقاده في مسألة ختم النبوة، وكذلك اعتقاد أتباعه- من بعده- في هذه المسألة، وموقف الشيخ الإمام من أدعياء النبوة، إن هذا يعتبر بحد ذاته من أعظم وأبلغ الحجج في دحض ورد تلك الفرية الكاذبة الخاطئة، ومع ذلك فسنورد بعض الردود في قمع هذه الفرية، من باب الزيادة في إسقاطها وتهافتها.
يقول الشيخ سليمان بن سحمان في كتابه "الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد" رادا على علوي الحداد في فريته بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مدعي للنبوة، (والجواب أن يقال لهذا الملحد المفتري: هذا من أبطل الباطل وأمحل المحال وبطلانه من وجوه:
الوجه الأول: أنه زعم أنه يضمر دعوى النبوة، وهذا أمر قلبي لا يطلع عليه إلا الله، فكيف ساغ له أن يدعي علم ما في القلوب مما لا يطلع عليه إلا علام الغيوب.
1 "تبيين الحق والصواب"، ص 6. [2] لم أعثر له على ترجمة، ولكن يبدو- والله أعلم- أنه عم الشيخ أبي بكر بن محمد بن عمر الملا، وأحد شيوخه، وأبو بكر توفي سنة 1270هـ. انظر: "تحفة المستفيد" 2/399.
3 الحداد، "مصباح الآنام"، ص 53.
4 ص 27.