responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الداعية نویسنده : ناجي بن دايل السلطان    جلد : 1  صفحه : 46
والدنيا صغيرها وكبيرها، ولعل من أسباب ذلك تباين الطبائع فالناس مختلفون في عقولهم، وأفهامهم وفي ميولهم ورغباتهم، وفي تنشئتهم وثقافاتهم ناهيك عن اختلاف الهمم، فعلى الدعاة والحالة هذه مراعاة الآداب الشرعية في ذلك.
لكن الداعية مطلوب منه موقف شرعي مرجعه الكتاب والسنة. قال الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [1]. وفي هذه الآية الفصل الحق لمن أراد الحق من الخلاف.
وهناك أمور خلافية رفع بعض الدعاة شعارها، وحمل رايتها وأخذ يدعو لها ويدافع عنها؛ ألا وهي ما يسمى بالوحدة الوطنية وجمع الكلمة ونسيان الخلاف، دون تحديد ضابط دقيق لمن يمكن الوحدة معهم، ومن تجب مفاصلته لبدعته وضلالته وانحرافه، وفي الطرف الآخر هناك من يبالغ في الشروط، حتى إنه ليريد من الناس أن يوافقوه في كل شيء حتى في اجتهاداته الشخصية الفردية، وآرائه الخاصة، فإذا خلفه أحد في ذلك أعرض عنه، بل يتخذ منه موقفًا مناوئًا لا يقيم له وزنًا ولا يرى له قدرًا، بينما العدل، يقتضي تقبل الخلاف فيما يسوغ الخلاف فيه، كالوسائل في الدعوة، والفرعيات، وبعض الأحكام التي اختلف فيها العلماء السابقون، أما التسامح مع أهل البدع الاعتقادية الغليظة، والانحرافات الجوهرية، بحجة توحيد الصف وجمع الكلمة فمسلك خاطئ، يختلط فيه الحابل بالنابل، والحق بالباطل، ومعلوم أنه لا يجتمع حق وباطل في خندق واحد،

[1] سورة الشورى: الآية 10.
نام کتاب : دليل الداعية نویسنده : ناجي بن دايل السلطان    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست