الدعاء بالتثبيت على هذا الدين والدعوة إليه، ويخشى على نفسه في مواجهة الجاهلية أن يداهن أو يلين، ولذلك خاطبه ربه بقوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [1].
هذا هو حبيب الله وصفيه من خلقه يأتيه التهديد الشديد من السماء محذرًا إياه أنه لو ركن إلى الكفار ولو شيئًا قليلًا، لجاءه العذاب، فاحذر أخي الداعية وأنت تواجه ظلما قد انتشر، وهوى متبعا واستبداد كل ذي رأي برأيه، أن تغيير أو تبدل ولاءك وانتماءك من هذا الدين العظيم إلى غيره من الولاءات والطرق، والأهواء والمجاملات والمداهنات، والتنازلات على حساب الدعوة فتضل وتضل، فقد كان أهل الكتاب من يهود ونصارى يكيدون لهذا الدين من طلوع شمسه إلى يومنا الحاضر، فيتظاهرون بالدخول فيه، ثم يرتدون ليرتد معهم آخرون. قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [2]. لكن القرآن فضحهم وكشف مخططهم الإجرامي الخبيث ضد هذا الدين وأهله. فمن ينبري لهم الآن وينذر نفسه لكشف عوارهم، وفضح مخططاتهم الإجرامية ضد هذا الدين وأهله التي تحاك، وتبرم في مؤتمراتهم السرية، والعلنية بل موآمراتهم وخلواتهم إلى شياطينهم السرية، والمعلنة أحيانا ضد المسلمين، والكيد لهذا الدين العظيم، من غيرك أخي الداعية يتصدى لهذا الكيد؟، إن هذا واجبك أن تبصر إخوانك المسلمين بما [1] سورة الإسراء: الآيتان 74، 75. [2] سورة آل عمران: الآية 72.