3- العلاقات الإنسانية:
لا بد للداعية من ربط الصلات والعلاقات الطيبة مع الناس، فالداعية صاحب هدف وصاحب منهج فله غاية سامية، وهي إيصال الخير والنفع إلى الناس كافة، وإنقاذهم مما هم فيه من بعد عن الله والدار الآخرة، وانتشالهم من الغفلة التي غطت القلوب، وأضعفت النفوس وجعلتها تركن إلى الدعة والسكون وحب المادة مما جعل الجوانب الروحية تضعف، فانقلبت الموازين عند كثير من الناس حتى صار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا والسنة بدعة والبدعة سنة، فقد اختلت المعايير والمقاييس فالداعية عليه والحالة هذه أن يعيد المياه إلى مجاريها، بربط الصلات، والعلاقات الطيبة مع الناس، بما يقدمه لهم من كلمة صادقة، وحسن معاملة، وتطبيق للسنة ظاهرًا وباطنًا، ومما يقربه ويحببه إلى الناس فتح حلقة تعليم القرآن في المسجد، أو إحدى المدارس الخيرية مع ما يقدمه من دروس في العقيدة، والسنة المطهرة والسيرة وغير ذلك من الدروس النافعة وأن يكون الداعية مع ذلك متصفا بالألفة حتى يكون آلفًا مألوفًا، ومما يعين على ربط الصلات وتقوية العلاقات، ما يقوم به الداعية من صلات، وعلاقات وزيارات فردية وجماعية، وما يقدمه في هذه المجالس من أحاديث ودية مع الأفراد ومع الجماعات، ثم فتح قلبك لآرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم وتساؤلاتهم، والرد على ذلك بما يغني ويشفي. وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس" [1]، وعدم [1] سلسلة الأحاديث الصحيحة. مسند الإمام أحمد/ باقي مسند المكثرين "8945"، ومثله مسند الإمام أحمد/ باقي مسند الأنصار: "22333".