نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم جلد : 1 صفحه : 169
الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ....}
هذه الآية كانت ضمن توجيهات من الله لرسوله وللمسلمين تجاه حالات خاصة بين المسلمين والمشركين، فقد عاهد النبي وأصحابه مشركي العرب بإذن الله، فنكث المشركون ما عاهدوا عليه صاحب الرسالة وأصحابه إلا بني ضمرة، فقد حافظوا على العهد، فأمر الله رسوله أن يمهل من نكث عهده من المشركين أربعة أشهر، هي الأشهر الحرم، فلا يقاتلهم خلالها. ثم إذا انقضت الأشهر الأربعة قاتلهم إلا بني ضمرة، ثم عاد فاستثنى بني ضمرة من نقض العهود مرة أخرى حيث قال: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} أي لا تقاتلوهم - يعني بني ضمرة - ما داموا موفين بعههم لكم، فالاستثناء كما ترى متصل: أي استثنى مشركين من مشركين أعم منهم فدل ذلك على أمرين:
الأول: أن قتال رسول الله والمسلمين للمشركين كان سببه نقض العهود وليس الشرك.
الثاني: أن الإعراض عن بني ضمرة وترك قتالهم كان سببه وفاءهم بعهدهم للمسلمين على رغم أنهم مشركون.
والدليل على أن الأمر بالقتال كان خاصاً بمشركي العرب في قوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} قوله تعالى بعد ذلك بآيات: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ....} فْالَهمّ بإخراج الرسول ليس عاماً من كل المشركين في كل زمان ومكان، بل خاص بمشركي العرب في مكة قبل الفتح.
نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم جلد : 1 صفحه : 169