وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "دعونى ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم" [1] .
والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشئ فأتوا
منه ما استطعتم" لقد أضاف الأمر والنهى إلى نفسه صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم" و"أمرتكم".
وهو موافق لكتاب الله عز وجل فى قوله: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث
ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم} [2] .
وقوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [3] .
وفى ذلك دليل على وجوب طاعته وامتثال أوامره ونواهيه فى سنته المطهرة؛ حتى ولو كانت أمراً زائداً على كتاب الله عز وجل، لأن ما يحله ويحرمه، ويأمر به وينهى عنه، هو
بوحى الله عز وجل على ما سبق تفصيله.
10- وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستة لعنتهم، ولعنهم الله، وكل نبى مجاب: المكذب بقدر الله، والزائد فى كتاب الله، والمتسلط بالجبروت
يذل من أعز الله، ويعز من أذل الله، والمستحيل لحرم الله، والمستحيل من عترتى [1] أخرجه البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الاعتصام، باب الإقتداء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم 13/264 رقم 7288، ومسلم (بشرح النووي) كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه 8/120 رقم 1337. [2] جزء من الآية 157 الأعراف. [3] جزء من الآية 7 الحشر.