نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 57
فإن المنافقين إنما اكتفوا بذكر الإيمان بالله واليوم الآخر دون سائر أركان الإيمان؛ لأن هذين الركنين يشملان ويتضمنان سائر أركان الإيمان، فالتعبير بهما هنا للدلالة منهم على أنهم جمعوا الإيمان من أقطاره فيصدقهم بذلك الناس.
وكذلك التعبير هنا بخوف مقام الله، وخوف وعيده للدلالة الصادقة على تحقق الإيمان الكامل بجميع أركانه ومن كافة أقطاره، فذلك يوجب لمن تحقق فيه إسكانه في الأرض وإهلاك عدوه واستخلافه وتمكين الله - سبحانه وتعالى - له.
وكذلك قال - تعالى - في ترتب التمكين على الإيمان به ورسوله قبل كل شيء: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [1] . [1] النور: 55
نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 57