نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 67
ومتى فقدت الجماعة هذين الأمرين أو أحدهما، أو نقصت في أحدهما، تخلف النصر والظهور، ولو كان ولاؤها لدين الله، ولا أدلَّ على ذلك مما حدث مع نبي الله موسى وأخيه هارون - على نبينا وعليهم الصلاة والسلام -، وهما يستحثان قومهما للدخول في الأرض التي كتبها الله لهم.
قال - سبحانه وتعالى - على لسان موسى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [1] ، فعند التأمل في قوله {كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} نجد التعبير بكلمة (كتب) له غاية من التأكيد تفيد أن الأرض لهم قد كتبها الله في علم الأزل لهم وقدَّر أنها ستكون تحت تصرفهم - وبالفعل كانت لهم فيما بعد ودخلوها - ولكن نرى هنا كيف نكلت الجماعة المؤمنة عن نصرة أمر الله، وتحقيق ما كتب الله لهم، فامتنعت عن القتال، وتلكأت عن تنفيذ الأمر بمعاذير هي غاية في الجبن والهلع وعدم الثقة بوعد الله ورسوله، وسوء الأدب مع الله وأنبيائه {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [2] . [1] المائدة: 21. [2] المائدة: 24.
نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان جلد : 1 صفحه : 67