responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان    جلد : 1  صفحه : 86
إن محنة بني إسرائيل من نوعها هنا وهي بلية لا مثيل لها في بلاوى الابتلاء ألبتة، فالقوم أبناؤهم يقتلون ونساؤهم يخدمن ويُهنَّ من أعدائهم الكافرين، ويبقون على ذلك سنين، وربهم الذي آمنوا به على يد موسى لا ينقذهم من هذا الحال، ولا يرفع القتل عن أبنائهم ولا الاستحياء عن نسائهم ولا يأذن لهم بالفرار من أعدائهم بل يأمرهم بإقامة البيوت ومواصلة العبادات، والبشائر على لسان نبيهم تترى بشارة تلو بشارة ولا أثر لها ظاهر في تغيرات الأحداث بل تزداد سوءًا بهم وقهرًا لهم، وهم على هذا الحال صابرون متوكلون يتضرعون إلى ربهم قائلين: {عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [1] ، حتى بلغوا من الصبر مبالغ أرضت خالقهم، حتى إذا رضي عنهم فلق لهم البحر فلقًا وقتل عدوهم غرقًا وأتم عليهم كلمته الحسنى على عظم صبرهم وإقامتهم دينهم رغم فتنة عدوهم، حتى أورثهم مشارق الأرض ومغاربها، فكان عظم الجزاء مع عظم البلاء حقًا.

[1] يونس: 85 - 86.
نام کتاب : عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين نویسنده : الشهري، أحمد بن حمدان    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست