responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 360
الأعمال والله أعلم [1].
قال الإِمام الخطابي رحمه الله تعالى: " اليمن والشؤم سمتان لما يصيب الإِنسان من الخير والشر والنفع والضر ولا يكون شيء من ذلك إلا بمشيئة الله وقضائه وإنما هذه الأشياء مَحَالّ وظروف جعلت مواقع لأقضيته، ليس لها بأنفسها وطباعها فعل ولا تأثير في شيء، إلا أنها لما كانت أعم الأشياء التي يقتنيها الناس وكان الإِنسان في غالب أحواله لا يستغنى عن دار يسكنها، وزوجة يعاشرها وفرس يرتبطه. . . وكان لا يخلو من مكروه في زمانه ودهره أضيف اليمن والشؤم إليها إضافة مكانٍ ومحل وهما صادران عن مشيئة الله سبحانه " [2].
وقال ابن حجر رحمه الله: " وقيل يحمل الشؤم على قلة الموافقة وسوء الطباع " [3].
وسمعت سماحة شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله يقول عند شرحه لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه: " والتشاؤم من هذه الثلاثة مستثنى ولا ينافي التوكل، فلا بأس بتركها، فقد لا تناسبه: الدابة، والزوجة، والمسكن، فلا بأس بمفارقة غير المناسب، فقد يجد شرورا في بعض هذه الأشياء فلا بأس أن يفارقها لعدم مناسبتها له، وقد تناسب غيره فلا يخبره بشؤمها، والسيارة تقوم مقام الدابة " [4].
وإذا حمل الشؤم على عدم الموافقة وسوء الطباع فهو كحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيِّق، والمركب السوء» [5].

[1] انظر: مشكل الآثار للطحاوي، 2/ 249، وشرح السنة للبغوي، 9/ 13، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي 5/ 630، وشرح النووي على صحيح مسلم 14/ 473.
[2] أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، 2/ 1379 بتصرف يسير جدا. وانظر: شرح السنة للبغوي 9/ 14، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح 7/ 2261.
[3] فتح الباري 6/ 63.
[4] سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه في صحيح البخاري برقم 2859، ثم سمعته مرة أخرى عند شرحه لطرف الحديث المذكور برقم 5095 وذلك بتاريخ 14/ 7 / 1417 هـ في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض " الجامع الكبير ".
[5] أخرجه ابن حبان في صحيحه 9/ 340، برقم 4032، وقال الألباني: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 282، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريجه لصحيح ابن حبان 9/ 341: إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله رجال الشيخين غير محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة فمن رجال البخاري. وأخرجه أحمد 1/ 168، دون ذكره: الجار الصالح، والجار السوء، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 1/ 206 برقم 116. وانظر: صحيح الأدب المفرد للألباني ص 68.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست