نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 524
خامسا: من أساليب الدعوة: الترهيب: إن الترهيب أسلوب من أساليب الدعوة إلى الله عز وجل؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في كتابه إلى قيصر: «فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين».
فبين له - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا امتنع من الدخول في الإسلام فإن عليه إثم أتباعه من الفلاحين وغيرهم [1]. لأنه السبب في عدم دخولهم في دين الله عز وجل [2].
سادسا: حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على هداية جميع الناس إلى الإسلام: دل هذا الحديث على حرص محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - على هداية الناس جميعا إلى الإسلام، وإخراجهم من الظلمات إلى النور؛ ولهذا كتب لقيصر كما في هذا الحديث، وكتب إلى سائر ملوك الدنيا وجبابرتها، يدعوهم إلى كلمة التوحيد [3]. وقد مدحه الله - عز وجل - وأثنى عليه، وأكرمه بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] [4].
وهو شديد الحرص على المؤمنين أعظم من غيرهم قال الله عز وجل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] [5].
فينبغي للداعية إلى الله - عز وجل - أن يحرص على هداية الناس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. [1] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 352. [2] انظر: الحديث رقم 7، الدرس الثالث عشر، والحديث رقم 12، الدرس الثالث. [3] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 354 - 355، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 8/ 2691، 2708. [4] سورة الأنبياء، الآية: 107. [5] سورة التوبة، الآية: 128.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 524