responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 528
من الأخطاء والإخفاق، والتعثر، والارتباك، ثم تعرضه للتخلف من حيث يريد السبق، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه. وبخلاف التباطؤ والكسل، فهو أيضا يعرضه للتخلف والحرمان من تحقق النتائج التي يرجوها.
ولا شك أنه ينبغي للداعية أن يكون متأنيا في جميع أموره، ولا يكون مستعجلا في جميع أموره، ولا يكون متباطئا كسولا، ولا يزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة [1]. والعجلة لها أسباب ينبغي أن يجتنبها الداعية، من أعظمها الشيطان عدو الإنسان، فعن أنس - رضي الله عنه - يرفعه: «التأني من الله والعجلة من الشيطان» [2]. لأنه الحامل عليها بوسوسته، فيمنع من التثبت والنظر في سنن الله في الكون، ويمنع النظر في العواقب، فيقع المستعجل في المعاطب والفشل [3]. ولكن ينبغي أن يعلم الداعية أن العجلة المذمومة ما كان في غير طاعة الله - عز وجل - مع عدم التثبت، أما المسارعة إلى الخير فهي محمودة، وقد قيل لبعض السلف: لا تعجل فالعجلة من الشيطان، فقال: لو كان ذلك كذلك لما قال موسى [4] {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84] [5].

فعلم بأنه يستثنى من العجلة ما لا شبهة في خيريته، بشرط مراعاة الضوابط والشروط التي أمر الله بها حتى تكون المسارعة مما يحبه الله ويرضاه؛ ولهذا مدح الله المسارعين في الخيرات فقال عز وجل: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] [6].
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال الأعمش ولا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التؤدة [7]. في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة» [8]. وعن عبد الله بن سرجس

[1] انظر: تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، للمباركفوري 6/ 153، والأخلاق الإسلامية وأسسها، لعبد الرحمن الميداني، 2/ 367.
[2] أخرجه أبو يعلى في مسنده، 3/ 1054، والبيهقي في السنن الكبرى، 10/ 1040، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 404: " هذا إسناد حسن رجاله ثقات ".
[3] انظر: شرح السنة، للبغوي 13/ 176، وفيض القدير، شرح الجامع الصغير، للمناوي 3/ 184.
[4] انظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، 6/ 153.
[5] سورة طه، الآية: 84.
[6] سورة الأنبياء، الآية: 90.
[7] التؤدة: التأني: انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، 3/ 277.
[8] أبو داود، كتاب الأدب، باب الرفق، 4/ 255، برقم 4810، والحاكم بلفظه 1/ 64، وقال صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 3/ 913.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست