نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 586
الإِجابة بالحق، فيضمحل الشك والتردد، ويثبت اليقين [1] والله المستعان. [2].
الثالث عشر: من أساليب الدعوة: التشبيه: لا شك أن هذا الحديث دل على أسلوب التشبيه في قول ابن مسعود رضي الله عنه: " والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرِبَ صفوه وبقي كدره " ومال ابن حجر إلى أن قول: " ما غبر " أي مضى من الدنيا؛ لأن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " ما أذكر ما غبر " وهو من الأضداد يطلق على ما مضى وعلى ما بقي وهو هنا محتمل للأمرين [3] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " فشبه ما مضى من الدنيا بما شرب من صفوه، وما بقي منها بما تأخر من كدره " [4] وقال العلامة العيني رحمه الله على الاحتمال الثاني: " شبَّهَ بقاء الدنيا ببقاء غدير ذهب صفوه وبقي كدره " [5] والله المستعان. [6].
الرابع عشر: من صفات الداعية: الزهد: ظهر في قول ابن مسعود رضي الله عنه: أن ما مضى من الدنيا ما هو إلا كماء قليل في نقرة في صخرة، وقد ذهب صفو هذا الماء القليل وبقي كدره، وعلى الاحتمال الثاني: شبه ما بقي من الدنيا ببقاء غدير ذهب صفوه وبقي كدره، وهذا يدل على أنه ينبغي للداعية الزهد فيها والإِكثار من الطاعات؛ ولهذا قال الإِمام ابن هبيرة رحمه الله: " قوله: " ما غبر من الدنيا " أي ما فَنِيَ، والثغب: هو الماء المستنقع في الموضع المطمئن، وإذا كان عبد الله يقول هذا في زمانه فكيف في زماننا؛ إلا أنه لابد من المقاربة والتسديد، والاستعانة بالله عز وجل على عبادته " (7) [1] انظر: شرح الكرماني على صحيح البخاري، 12/ 201. [2] انظر: الحديث رقم 19، الدرس الرابع، ورقم 30، الدرس الرابع، ورقم 92 الدرس الرابع. [3] انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6/ 120. [4] المرجع السابق 6/ 120. [5] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 14/ 227. [6] انظر: الحديث رقم 18، الدرس الرابع، ورقم 19، الدرس الخامس.
(7) الإفصاح عن معاني الصحاح 2/ 92، قلت: وإذا كان هذا كلام ابن هبيرة رحمه الله ثمان مائة وثمان وخمسين سنة، فكيف بزماننا هذا؛ والله المستعان. .
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 586