وأهز رأسى مستنكراً وأنا أتلو هذه الآيات:
" قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله، قل أفلا تذكرون "
" قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله، قل أفلا تتقون "
" قل من بيده ملكوت كل شىء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله، قل فأنى تسحرون " (المؤمنون: 84 ـ 89)
" ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله " (المؤمنون: 91)
" رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً "..
* * * * *
.. فى هذا القرن المشئوم سقطت الخلافة الإسلامية، ونكست راية الإسلام، واختفت من الصعيد العالمى كل علاقة تشير إلى وجود سياسى لهذا الدين الحنيف..
نعم كانت هناك أمم إسلامية كبيرة تنتشر على رقع واسعة من الأرض. لكن هذه الأمة لاذت بقومياتها الخاصة، ولبست أزياء مدنية مائعة، وأغلبها استبعد الدين من الحياة العامة، وأماته تربية وقانوناً ومسلكاً وشعاراً.
وربما سمح له بوجود فى بعض العبادات الفردية، لكن هذا الوجود مؤقت بطبيعته إلى أن تجرف تيارات الحياة الجديدة مخلفات الماضى البعيد..
وفى الوقت نفسه، كانت تعاليم العهد القديم ـ التى سقنا لك مثلاً منها ـ تصنع أمة جديدة.
كان اليهود يتجمعون فى فلسطين ليقيموا مملكة " يهوه " على الأرض وفق مراسمهم الموروثة..