العنصر الأول:
اصطناع المناخ المناسب: لقد عرف الغزاة، أن وجود المناخ المناسب لنشأة المذاهب الغازية وانتشارها أمرٌ مساعد جداً على تحقيق الأهداف التي يرمون إليها، فعملوا بمختلف الوسائل والأسباب، لاصطناع المناخ المناسب لانتشار مذاهبهم الغازية، داخل الشعوب التي وضعوها هدفاً لغزوهم، وفي مقدمة هذه الشعوب شعوب الأمة الإسلامية، لأنها بمقتضى مواريثها الدينية أكثر الشعوب استعصاءً، وكشفاً لزيوف الأفكار والمذاهب الغازية.
من أجل ذلك حظيت قضية إيجاد المناخ المناسب لانتشار أفكار الغزاة في شعوب الأمة الإسلامية بعناية كبرى، من قِبَلِ أعداء الإسلام والمسلمين، مهما اختلفت اتجاهاتهم، وتباينت أغراضهم، وتصارعت مذاهبهم.
إن أعداء الإسلام جميعاً، يوصون عملاءهم وأجراءهم وعناصرهم بالعمل على إيجاد المناخ المناسب لبث أفكارهم ومبادئهم ومذاهبهم، وعرقلة كل تقدم من شأنه أن يفسد عليهم خططهم.
فالمنظمات الدينية المسيحية التبشيرية والاستشراقية، قد تحارب قضية الإيمان بالله واليوم الآخر، وتعمل على نشر الأفكار الإلحادية والمادية المتطرفة، وأفكار المذهب الوجودي، بين أبناء المسلمين وبناتهم، بقصد هدم الإسلام عدوها الأكبر، زاعمين أن ذلك هو التمهيد المناسب لنشر النصرانية بعدئذٍ، فإزاحة الإسلام بالفكر المادي الإلحادي، أو بأي مذهب مناقض لكل دين، سيُهيّء المناخ المناسب لتقبُّل دعوة المبشرين بالنصرانية بين أبناء المسلمين الذين ألحدوا.
وعلى سبيل المكر قد يتظاهر بعض المسيحيين بالإلحاد والاستهانة