ومن الأمثلة ما فعله بعض المتهجمين على الإسلام، إذ اقتطعوا من كلام الرسول جملة: " ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا " وأخذوا يتهمونه بأنه يحجر على الأفكار ويقيدها ويحجز حريتها، مع أن صدر الحديث فيه قوله: " تفكروا في خلق الله " أو: "تفكروا في آلاء الله" ومن الحقائق أن التفكر في ذات الله مهلكة.
* * *
الأصل الخامس
التحريف أو التصحيف في النص، إذا كان ذلك يغير المعنى ويخدم غرض المغالط المحتال.
والتحريف يكون بتغيير الكلمة في النص، ووضع كلمة أخرى مكانها، يختلف رسمها عن رسم الكلمة الأصلية، ولكنها قد تشبهها.
والتصحيف يكون بالتلاعب بنقط الحروف المعجمة في الكلمة، أو بالتلاعب بحركات الحروف، أما رسم الكلمة فلا يتغير، مثل كلمة {مجترون} تصحف إلى (مخيرون) ومثل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} تصحف إلى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .
ويستخدم المغالطون حيلتي التحريف والتصحيف في النصوص، للتضليل، وإيقاع من يقصدون تضليله بالغلط في فهم النص الذي يثق به، ويؤمن بدلالاته.
ويحاول أعداء الإسلام المغالطة بتحريف النصوص الإسلامية وتصحيفها، لتضليل المسلمين، لا سيما الأجيال التي لا علم لها بهذه النصوص، وليس لديها الكتب الإسلامية التي هي مراجعها، ولا تدري مكان النص من المرجع لو وضع المرجع الإسلامي بين أيديها.
والتحريف والتصحيف في النصوص أكثر مكراً من الزيادة والحذف، لأنه يوهم ببراءة القصد، نظراً إلى التشابه أو التقارب بين الأصل والمحرف أو المصحف، ونظراً إلى أن كلاً منهما قد يقع به بعض النساخ للكتب