قولاً، أو فكرة، أو رأياً، أو مذهباً، أو رواية لحديث، ليكون ما نسبوه إليه في نفس فريستهم تأثير قوي، وليوقعوا في نفسه وهناً، أو تثبيط همة، أو فتور عزيمة، حتى لا يتحمس ولا ينشط لرد القول وتفنيده، أو إدحاض الفكرة أو الرأي أو المذهب، أوتكذيب الحديث أو تضعيفه.
وقد كان الباطنيون يتخذون هذه الحيلة الخبيثة للتأثير على من يريدون صيده لمذهبهم، إذ يقولون له: إن فلاناً العالم العظيم المشهور هو على مذهبنا، أو قد قال كذا، أو يرى كذا، أو حدث بكذا، إلا أنه يكتم أمره ولا يظهره، لئلا ينقلب عوام المسلمين ضده.
وهذه الحيلة من الوسائل التي تتخذها المنظمات الكافرة المعاصرة، إذْ يهمسون بأن فلاناً وفلاناً وفلاناً من كبار أعلام العصر، هم من المنتمين إلى منظمتنا، ومن أقوالهم التي يقولونها في المجالس الخاصة كذا وكذا.
والشيعة يتخذون هذه الحيلة على نطاق واسع، أخذاً بمبدأ التقية واستباحة الكذب، فقد يقول المجادل منهم في مجلس من المجالس، روى البخاري في صحيحه كذا وكذا، في باب كذا، في صفحة كذا. ويروي حديثاً مكذوباً مختلقاً يؤيد لفظه رأيه. وغرضه من ذلك الانتصار الوقتي في المجلس الجدلي، الذي ليس فيه نسخة من صحيح البخاري الذي يقول إن الحديث موجود فيه.
وفي العلوم وفي استعراض الآراء والمذاهب المكتوبة نجد مثل هذه المفتريات، والمختلقات، للإقناع برأي الكاتب المختلِق أو بمذهبه.
فلا بد للباحثين من التحقق والتثبت والتوثيق، فالفساق في الناس أكثر من المتقين، ولو كانوا من أهل العلم والرأي والفكر.
* * *
الأصل التاسع
كتمان نص أصلي، أو أقوال صحيحة، أو مذاهب معتمدة، وعدم التعرض إليها مطلقاً، مع العلم بها، وربما تكون مشهورة أيضاً.