على التجديد والتكرير، في قول الله تعالى في آخر الآية: {فبئس ما يشترون} . ولو كان الكلام خاصاً بما فعل أسلافهم لجاء التعبير بالفعل الماضي.
* * *
الأصل العاشر
التقاط مفاهيم شاذة باطلة موجودة لدى بعض الفرق المنتسبة إلى المذهب المخالف. أو تصيد الضعيف أو المردود من آراء المنتسبين إلى المذهب المخالف، ولو كان الرأي مرفوضاً لدى جمهور أتباع المذهب نفسه، ولو كان المنتسب منافقاً غير معترف بانتسابه أصلاً، لدى تطبيق أصول ذلك المذهب وقواعده وعقائده، ولدى جمهور المنتمين إليه.
وبعد التقاط هذه المفاهيم الشاذة الباطلة، أو تصيد هذه الآراء الضعيفة المردودة، يأتي المغالط المضلل فيعتبرها هي المفاهيم والآراء المعتمدة في المذهب، لدى عرض مفاهيمه وأحكامه، بغية التضليل بها، أو بغية محاربة المذهب على أساس أنها من مفاهيمه وأحكامه.
مثل التقاط مفاهيم باطنية شاذة باطلة، موجودة لدى فرق تنتمي إلى الإسلام اسماً، والإسلام بريء منها، ثمّ اعتبار هذه المفاهيم مفاهيم إسلامية، واتخاذها أساساً للمناظرة التضليلية.
ومثل تصيد بعض الآراء الاجتهادية الفردية الضعيفة أو المردودة، الموجودة لدى مذهب من المذاهب الإسلامية الفقهية أو الاعتقادية، كالرأي الجبري في العقيدة، ثمّ اعتبار هذه الآراء الضعيفة أو المردودة من المفاهيم أو الأحكام الإسلامية المقررة في الإسلام، مع أنها منتقدة أو مردودة لدى جمهور علماء المسلمين.
ومن ذلك محاربة الإسلام بأن فيه ما يتناقض مع الحقائق العلمية، تذرعاً بأن بعض أهل التفسير لنصوصه، فهموا منها أن الأرض مبسوطة لا كروية.