المجال الخامس: كل ما للإنسان فيه حقٌّّ مشروع واضح للجميع ولا يحتاج إثباته إلى دعوى قضائية، فإنه يملك الحرية في الحصول عليه بوسيلة مشروعة، لا ضرر فيها ولا عدوان ولا ظلم ولا أذى، ولا مخالفة فيها لما أمر الله به أو لما نهى عنه.
وأما ما لا حق للإنسان فيه فمن حق المجتمع أن يحجر على حريته فيه.
أمثلة:
1- من حق الإنسان العمل لكسب ما قسم الله له من رزق، لاستعماله فيما أمرالله به أو أذن فيه.
فهو إذن يملك الحرية في العمل لكسب رزقه في المجالات التي لا ضرر فيها ولا عدوان ولا ظلم ولا أذى، ولا مخالفة لما أمر الله به ولما نهى الله عنه.
وعلى المجتمع أن يتيح له فرصة السعي لكسب رزقه ضمن هذه المجالات، وأن لا يحجر على حريته تلك، ومن ذلك السعي للحصول على عمل مأجور لدى الدولة أو أيَّة مؤسسة عامة، ومستحقُّ العمل هو الأكثر كفاية للقيام به، ما دامت الشروط العامة متوافرة فيه.
2- ومن حق الإنسان ذي الباءة أن يتزوج، فهو إذن يملك الحرية في أن يسعى في اختيار زوجة يستطيع الحصول على موافقتها وموافقة ولي أمرها، من اللواتي أذن الله في شريعته لعباده بأن يتزوج منهن.
وعلى المجتمع أن يتيح له فرصة السعي لاختيار الزوجة التي تلائمه، ضمن ما أذن الله له، وأن لا يحجر عليه حريّته في هذا المجال.
3- ومن حقّ الإنسان أن يتزوّد من العلم والمعرفة بما يشاء من كل نافع مفيد، أمر الله به أو أذن في تعلّمه.