يطالبن بمساواة الرجال في كل شيء، والفاشلون يطالبون بمساواة الناجحين، واضطربت الحياة، وقامت الثورات، واستثمرها اليهود لمصالحهم.
المفهوم الإسلامي للمساواة:
نظام الخلق تحكمه سنَّةُ التفاضل لا التساوي، فشعار المساواة بصيغته التعميمية يتنافى مع نظام الخلق، هو مطلب مناقض لمبدأ العدل، إلا في بعض الأحوال، وهي التي يقضي العدل فيها بالتساوي.
فالإسلام يحمل ويحمي مبدأ العدل، ومبدأ الإحسان، ولا يُقرّ المساواة على اعتبارها مبدأً عاماً، وقاعدة مطردة، إنما يُقرُّها حينما يقتضيها العدل، أو يتبرع بها المحسنون.
وإنما يقتضي العدل المساواة حينما تكون واقع الأفراد واقعاً متساوياً تماماً في كل الصفات، أو تكون المساواة في الصفات التي كان فيها التساوي، دون الصفات الأخرى المتفاضلة فيما بينها.
التفاضل سنة الله في الخلق:
إننا لا نكاد نجد في الوجود شيئين ولو كانا من جنس واحد، أو من نوع واحد متساويين تماماً في كل صفاتهما، بل صفاتهما متفاضلة، فالدعوة إلى المساواة بينهما دعوة إلى الأخذ بأمرٍ باطل، وإلى إلغاء قانون العدل، وادعاء المساواة مع واقع التفاضل ادعاء كاذب، والتسوية بين المتفاضلين عمل ظالم مناقض لقانون العدل، وكلُّ ذلك مناقض لكلمة الله التشريعية، التي تمت صدقاً وعدلاً، قال الله عزّ وجلّ في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول) :