ولكن إلى أين هذا التقدّم؟.
يقولون: إلى التقدم الحضاري، فإذا هو العري والخمر، والقمار والحشيش، والفسق والفجور، والسلبُ والنهب، ثمّ العداوة والبغضاء والتقاتل، ثمّ نبذُ كل فضيلة، وارتكاب كل رذيلة.
يقولون: إلى التقدم العلمي، فإذا الموجه له من العلوم، الفلسفة المفسدة لموازين العقول، والناشرة للإلحاد بالله، والهادمة للأخلاق، والمدمّرة للقيم الحقيقية، والمحرضة على الإباحية، وعلى الجريمة، بفلسفة القوة مرة، وفلسفة اللذة أخرى، وفلسفة المنفعة مرة ثالثة، وبالفردية وأنانيتها حيناً، وبالجماعية المزورة حيناً آخر، ومن الفلسفة المادية المغرقة في ماديتها، إلى الروحانيات المسرفة ورياضاتها العجيبة المعذبة للأجساد، إلى غير ذلك من ضلالات.
وإذا الموجه له من العلوم كل ما ينشر الرذيلة والسقوط الخلقي، ويساهم بتمكين الأشرار من امتلاك القوى المادية الهائلة، التي تجعلهم أباطرة البغي والطغيان في الأرض.
يقولون: إلى التقدم في إعداد القوة، ورفع مستوى الكفايات القتالية، فإذا هو الدمار والخراب بالظلم والعدوان، وإطلاق الأنانيات الفردية والقومية والمذهبية والحزبية.
يقولون: على التقدم الفكري والحرية الفكرية، فإذا هو الكفر بالله، والكفر بكل الفضائل والقيم، وصناعة الإنسان الشيطاني المجرم، الذي تحرّكه شهواته وأهواؤه وأنانيته ونفسه الجبارة المجرمة الأمارة بالسوء، وإذا هو الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
هذا هو شعار التقديمة، في معظم تطبيقاته على أيدي قادته ودعاته، وأيدي حَملته وحُمَاته.
فما هو هذا التقدم في مقاييس الحقّ والخير والفضيلة والجمال؟.
إنه تقدمٌ حقاً ولكن إلى الجحيم، والقادة المضلون اللذين يسوقون