من الألفاظ العامّة الفضفاضة، التي تنطبق على مفاهيم ذوات مستويات متفاوتات، كلمة "الاشتراكية" فهي مذاهب مختلفة، منها المعتدل ومنها المغالي، ومنها الوطني ومنها الأممي.
فهي في بعض حدودها الدنيا، وضمن مفهوم عامّ، قد تلتقي مع أحكام الإسلام في نظامه المالي أو الاقتصادي، مثل اشتراك الناس في الماء العام، وفي الهواء، وفي الكلأ النابت في الأراضي العامّة، ويسمّى الكلأ المباح عند الفقهاء، ومثل النفقة الواجبة في نظام الأسرة الإسلامي، ومثل الزكاة المفروضة في الشريعة الإسلامية، لصالح الفقراء والمساكين وبقية الأصناف الثمانية المذكورة في آية: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ ... } . ومثل تدخل الدولة لحماية العمّال والكادحين في حصولهم على الأجور العادلة دون ظلم ولا شطط. ومثل تهيئة فرص العمل لكل قادر عليه، ونحو ذلك.
ويوسّع بعض الاشتراكيين من مفهوم الاشتراكية، حتى تتناول تأميم المرافق العامة ولو بالمصادرة الظالمة، والاستيلاء دون تعويض مكافئ لحقوق أصحابها، وهذا مخالف للإسلام.
ويوسّع اشتراكيون آخرون هذا المفهوم، حتى تتناول الاشتراكية تأميم المصانع الكبرى، ولو بالمصادرة الظالمة، وحتى تتناول مصادرة الأرض وتوزيعها بصورة ظالمة جائرة، وفاسدة مفسدة، وهذا مخالف لأحكام الإسلام.