بالأمور السياسية، واعتبر "كونت" صديقه "سان سيمون" بمثابة أستاذ له، فقد كان كاتباً له ومعاوناً حتى سنة "1822م".
ثمّ افترق "أوجست كونت" عن أستاذه، نظراً إلى أنه كان يختلف معه في الاتجاه. وانصرف للتأليف، وبدأ بتحرير موسوعة العلوم الواقعيّة، وإلقاء المحاضرات فيها سنة "1826م" فأقبل على الاستماع إليه جمهور من العلماء.
وبعد أن ألقى ثلاثة محاضرات انتابته أزمة عقلية، فعُنِيَتْ بِهِ زَوجته، حتى عاد إليه اتزانه العقلي، فاستأنف محاضراته في سنة "1829م".
ثمّ تعرض لأزمة عقلية أخرى كان من أسبابها هيامه بسيدة تعرَّف عليها سنة "1844" وتوفيت بعد سنتين، فأخذ منها مثال الإنسانية، وكان يتوجه لها بالفكر والصلاة كل يوم، وكانت "شيطانه" الذي يحرّك هواجسه أثناء تحريره كتابه "مذهب في السياسة الواقعية".
ولم يطل به العهد بعد ذلك إذ وافته منيته سنة "1857م".
* * *
(2)
مؤلفاته
1- رأى أن الشرط الأول للنجاح هو إعادة وحدة الاعتقاد إلى العقول، كما كان الحال في العصر الوسيط، ولكن عن طريق العلم لا عن طريق الدين، فكتب كتاباً حول هذا المعنى نشره سنة "1822م" بعنوان: "مشروع الأعمال العلمية الضرورية لإعادة تنظيم المجتمع".
2- ثمّ نشر كتاباً بعنوان: "السياسة الواقعية" سنة "1824م" أبان فيه أن فلسفة القرن الثامن عشر القائمة على حرية الرأي وسلطة الشعب، فلسفة مفيدة في النقد والهدم، لكنها عقيمة في الإنشاء.