إن عدم فهم الحكمة من الخلق يوقع في الأغاليط الكثيرة.
* * *
ثالثاً: قولهم: أين العناية الربانية التي تركت الإنسان خلواً من كل سلاح، بل هو الحيوان الأكبر الأعزل؟ هو قولُ ينقضه واقع حال الإنسان، الذي سلّحه الخالق العظيم بالفكر، الذي يستخدم به كل ما في الكون المسخر له بقضاء الله وقدره.
ونقول: أليس من عناية الله بالإنسان أن سخّر له كل ما في الأرض، وما في السماء أيضاً، وقد ظهر ذلك في عصرنا عصر الكشوف العلمية التي جعلت الإنسان يجوب في الآفاق ويصل إلى القمر وغيره من الكواكب؟
أليس الإنسان هو المسلط بفكره ووسائله على كل كائنا البرّ والبحر؟
لقد كان مبلغهم من الرؤية قاصراً، فكان مبلغهم من العلم قليلاً.
والحمد لله الذي هدانا للحق بدينه الخاتم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
* * *
(3)
"توماس هوبز" وماديته
من هو "توماس هوبز"؟
هو فيلسوف إنجليزي. أيد الحكم الملكي المطلق. وهو أول الماديين المحَدثين. عاش ما بين (1588-1679م) . ألف عدة مؤلفات منها: 1- "مبادئ القانون الطبيعي والسياسي" نشره سنة (1640م) . 2- "في الجسم" نشره سنة (1655م) وهو يحتوي على المنطق والمبادئ الأساسية أو الفلسفة الأولى، ونظرية الحركات والمقادير، ونظرية الظواهر الطبيعية.