بإرادتهم الحرة، لأن عقولهم هدتهم إلى ضرورة تحمل هذه الآلام من أجل صحتهم، ولو أنهم استجابوا لآلية الألم لما قبلوا ذلك؟
وآلاف الأمثلة في سلوك الناس من هذا القبيل.
وأفكار "هيوم" في أن سلوك الإنسان آليٌّ محضٌ خاضع لدوافع اللذة والألم، من شأنها أن تطلق الوحش البشري الشهويّ الغضبيّ من قفصه العقلي والوجداني، ليدمّر المجتمع البشري.
ولا يخفى على الباحث الخبير ما وراء أفكار "هيوم" هذه من دوافع شريرة تدميرية، وما فيها من زيف مراد ترفضه العقول السليمة، والطباع المستقيمة.
على أن أفكاره تقريرية لا تقترن بأي دليل، لا من العقل ولا من الحسّ، ولا من التجربة العلمية.
* * *
(5)
شوبنهور وآراؤه الإلحادية
من هو "شوبنهور"؟
هو "آرثر شوبنهور". فيلسوف ألماني تشاؤمي ملحد. عاش ما بين (1788-1860م) .
ما يُهمُّنا عرضه من آرائه
1- قدّم "شوبنهور" آراءً فلسفيّةً بناها على إنكاره لوجود الرب الخالق العليم الحكيم المختار.
لقد عزل عن تصوره حقيقة الله وصفاته الجليلة، فلم يلاحظ حكمته العظيمة في تصاريفه ومقاديره في خلقه.
فتجسمت بين عينيه وتعاظمت في نفسه متاعب الحياة مشقياتها