أعده الله للمتقين والأبرار والمحسنين، ينال منه كلٌّ منهم بحسب إنفاقه وإخلاصه لربه في عمله.
7- تزهيد الناس بمتاع الحياة الدنيا وعدم الافتتان بها، وعدم استخدام الأموال في الترف والإسراف والتبذير، وامتحان إرادتهم ونفوسهم في هذا المجال.
8- امتحان سلوك الناس النفسي أمام موجبات الصبر والشكر والقناعة والبذل، واجتناب الحسد والبخل والشح والظلم والعدوان، وكف الطمع والهلع، وضبط النفس عن المعاصي والمحرمات والتسخط على الله، وإلزام النفس بالرضا بمقاديره والتسليم له، وتمكين الإيمان بأن بسط الرزق وتضييقه كلاهما مظهران من مظاهر الامتحان في هذه الحياة الدنيا، وأن بسط الرزق قد يكون نقمة على صاحبه، وتضييقه قد يكون نعمة من نعم الله عليه.
وتحقيقاً لمقتضيات الامتحان الأمثل في مجال الأموال تمَّ بقضاء الله التكويني والتشريعي ما يلي:
الأمر الأول: تدخل القضاء والقدر بمقدار ما يصيب الإنسان من أموال، بكسبه في عمله، أو بوسائل أخرى كالإرث والهبة، وتفضيل الناس بعضهم على بعض في ذلك، لامتحان كل بما قسم الله له من معيشة في الحياة الدنيا.
فيبسط الله الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر الرزق عمن يشاء، ليمتحن المبسوط له في المال بحسب ما وهبه من خصائص نفسية، وليمتحن المقدور عليه في المال بحسب ما وهبه من خصائص نفسية، وقد يقلب الله الإنسان في حياته بين التوسعة والتضييق، بحسب ما وهبه من خصائص نفسية، ليمتحنه بكل منهما.
ففي حالة التوسعة يكون امتحان مدى طاعة الإنسان لربه أمام عقبات شحه وبخله، وكبره وعجبه وتنكره لفضل بارئه عليه، وهواه في الإسراف