ومن العمل ثمرات الجهد الفكري، والمعارف المكتسبة، فهي قيم مخزونة في أدمغة أصحابها أو قراطيسهم وكتبهم، ومن حقهم أن يعاوضوا عليها، بحسب قيمها في تقدير الناس.
فيبذل مستفيد الفكرة لمقدمها إليه مالاً يعادل ما استفاد منه، كالتعليم وكمشورة طيبة، ومشورة خبير في تجارة أو زراعة أو صناعة أو عمران، وكمشورة مهندس ووسيط بيع وشراء، إلى غير ذلك من أمور كثيرة.
التجارة
ومن أسباب التملك المشروع التجارة، ففي التجارة تختلط عدة أسباب:
* العمل الذي تجلب به السلعة لتكون في متناول راغبيها.
* والفكرة التي قد تُحسِّن اختيار الأجود والأحسن وتنصح به، والخبرة التي لا تكتسب إلا بجهد.
* وتعريض المال الذي تُشترى به السلع للمخاطرة، في احتمالات التلف، واحتمالات الخسارة إذا هبطت الأسعار وكسدت البضاعة.
لكل هذه الأسباب كان تملك الربح فيها معقولاً ومشروعاً، ولذلك قال الله عز وجل في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول) :
{يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ بينكم..} .
الأمر الخامس: تكليف المسلم التزام المنهج الذي جاء في شريعة الله لعباده، المتعلق بالأموال، وفي هذا المنهج ما يلي:
أولاً: بيان الأسباب التي يتحقق بها التملك المشروع، وما يلزم عن التملك من أمور، وما يترتب عليه من حقوق.