{وما كان لنبيٍ أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
وقد جاء في سبب نزول هذه الآية عن ابن عباس أنه قال: كان في قطيفة حمراء فقدت في غزوة بدر (أي: من الغنيمة) فقال أناس من أصحاب النبي: فلعل النبي أخذها، فأنزل الله عز وجل الآية.
وجاء في التحذير من الغلول في أموال المسلمين العامة، ما رواه الطبري بسنده عن عروة بن الزبير عن أبي حميد قال: بعث رسول الله مصدقاً (أي: جابياً للزكاة) فجاء بسوادٍ كثير. قال: فبعث رسول الله من يقبضه منه، فلما أتوه جعل يقول: هذا لي، وهذا لكم، قال: فقالوا: من أين لك هذا؟ قال: أهدي إلي.
فأتوا رسول الله فأخبروه بذلك، فخرج فخطب، فقال:
" أيها الناس، ما بالي أبعث قوماً إلى الصدقة، فيجيء أحدهم بالسواد الكثير، فغذا بعثت من يقبضه قال: هذا لي وهذا لكم، فإن كان صادقاً أفلا أهدي له وهو في بيت أبيه، أوفي بيت أمه؟ . ثم قال: أيها الناس، من بعثناه على عمل فغل شيئاً، جاء به يوم القيامة على عنقه يحمله، فاتقوا الله أن يأتي أحدكم يوم القيامة على عنقه بعير له رُغاء، أو بقرة تخور، أوشاة تثغو".
رابعاً: الرشوة، وهي ثمن خيانة الأمانة، أو هي ظلم لصاحب حق لا يمكّن من الوصول إلى حقه إلا ببذلها.