الأنظمة الوضعية جامع لكل فضائلها وفيه محاسن أخرى كثيرة لا توجد في أي منها، ولكن ينقصه التطبيق الصحيح وتطبيقه ميسور متى وجدت جماعة مؤمنة مسلمة تخشى الله والدار الآخرة ويدير شؤونها حكم إسلامي.
أولاً: ما يذكره النقاد من إيجابيات وسلبيات الأنظمة الرأسمالية
الإيجابيات:
يذكر الباحثون الاقتصاديون عدداً من مزايا الأنظمة الرأسمالية أهمها المزايا التالية:
المزية الأولى: إطلاق الحافز الفردي.
قالوا: وبإطلاق الحافز تتقدم الصناعة، ويزدهر الاقتصاد.
ونقول بمنظار إسلامي، هذا صحيح، ولكن إطلاق الحافز الفردي دون قيود تمنع الظلم والعدوان، وهضم حقوق المجتمع، وحقوق الله على عباده قد تتقدم به الصناعة ويزدهر به الاقتصاد ولكن قد ينجم عنه شرور كثيرة.
أما نظام الإسلام الاقتصادي فهو يطلق الحافز الفردي، لكن ضمن قيود تجلب حسناته وتدفع سيئاته. فالمقدار الخير من هذه المزية متوافر في نظام الإسلام.
إن نظام الإسلام يطلق في الأفراد الحوافز، لبذل قصارى جهودهم في العمل والتحرك المستمر، رغبة في تلبية الفطرة الإنسانية، التي تحب الحيازة والتملك، كما قال الله عز وجل في سورة (آل عمران/3 مصحف/83 نزول) :
{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب} .
لكنه قد هذب هذا الحافز الفردي، فخفف من غلوائه، وحد من