السلطة السياسية، لتمكينهم من الاستغلال والربح الفاحش واحتكار ما يريدون من تجارة أو صناعة أو علم.
الرابعة: ما يتولد عنها من الرغبة في استعمار الشعوب واستغلالها استغلالاً ظالماً آثماً وامتصاص خيراتها.
وشاهد ذلك ما فعلته الدول الاستعمارية بتوجيه من المؤسسات الرأسمالية.
الخامسة: إتاحتها الفرصة لأن يكون المال دولة بين طبقة الأغنياء فقط مع حرمان السواد الأعظم منه.
ويشهد لذلك ما هو ملاحظ في الشعوب التي تطبق النظم الرأسمالية.
الرؤية الإسلامية
ونقول بمنظار إسلامي: أن ما ذكره الناقدون من مساوئ وعيوب النظم الرأسمالية صحيح. وسبب اشتمالها على هذه المساوئ والعيوب، خلوها من وازع الإيمان بالله واليوم الآخر والخوف من عقاب الله، وخلوها من القيود والضوابط التي تدفع المضار وتسمح بتحقيق المنافع، وقيامها أساساً على بواعث نفسية أنانية صرف، محرومةٍ من الشعور بواجب الجماعة وحقوق الآخرين والمشاعر الإنسانية العامة.
بخلاف نظام الإسلام الاقتصادي في كل ذلك، فهو مصون أولاً بالإيمان بالله واليوم الآخر والطمع بالجنة والخوف من النار.
والمسلم يطبقه وفي داخله الرغبة في المحافظة على مصلحة الأفراد الآخرين ومصلحة الجماعة الإسلامية وخير الإنسانية مع الرغبة بتحقيق أهداف الدين ومصالح الدولة الإسلامية.
وهو مع ذلك محصن بالقيود والضوابط التي تمنع جنوح الأفراد وتحد من تصرفاتهم وحرياتهم وتجعلها منحصرة في حدود الخير بعيدة عن الشر والضر والعدوان والأذى وكل أسبابها.