الإلحادية، عندئذٍ يمكن قبول هذا النظام الماركسي مع الاحتفاظ بالعقيدة الإسلامية.
وقد فتن بهذا التضليل كثير من أبناء المسلمين الذين استجابوا للدعوة الماركسية، وقد كان يعز عليهم أن ينبذوا العقيدة الإسلامية. لكنهم لما أخذوا بالمذهب الاقتصادي الماركسي، وجدوا أنفسهم يتجردون شيئاً فشيئاً من كل العناصر التي كانت قد بقيت لهم من العقيدة الإسلامية، حتى أمسوا ملاحدة ماركسيين، لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا بشيءٍ مما أنزل الله من كتاب، أو بعث به من نبيين.
كشف الزيف
هذا التضليل قائم على فرية حصر الدين بالعقائد الغيبية، وطقوس العبادات المحضة. وفرية أن الإسلام قابل لتطوير أحكامه وتغييرها من آنٍ لآخر، مهما كانت النصوص الدالة عليها قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وهذه الفرية الثانية تحمل شعار "تتبدل الأحكام بتبدل الأزمان".
ويقول مترجم الكتاب "نزيه الحكيم" في مقدمته، مساهماً في لعبة التضليل: "عن الله واحد، والإنسان واحد، ومُثُل الأرض من طينة واحدة، خالد في تطورها متطورة في ديمومتها ".
أي: لو تحول الإسلام اشتراكياً ماركسياً أو رأسمالياً أو إقطاعياً أو أي نظام آخر، فإنه سيظل إسلاماً خالداً متطوراً له ديمومته.
ونظير ذلك: لو مسخ الإنسان قرداً أو خنزيراً أو عقربة أو أي حيوان آخر فإنه سيظل إنساناً خالداً متطوراً له ديمومته.
فاعجب ما شئت لهذه اللعبة غير الشريفة!
1- أما حصر الدين بالعقائد الغيبية وطقوس العبادات فأمرٌ قد ينطبق على اليهودية والنصرانية والمحرفتين، ولا ينطبق على أصولهما الصحيحة، لكنهما بالتحريف فقدتا كل أحكامهما التشريعية، واحتفظ أتباعهما بالعقيدة