نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 133
ج- إن سبيل الاستقامة منهج الهداية وطريق الرشاد، إنما هو في ثبات المؤمنين على العقيدة الحقة النيرة التي تسكب في القلوب روح الاعتزاز بالله والثقة به، والاطمئنان إلى نصره وتأييده فإن آمن المخالفون لهم بمثل ما آمنوا به؛ فقد أصابوا الحق واهتدوا إليه، وإن تولوا عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم؛ فإنما يشاقون بذلك الأصل الثابت القوي الذي يجب أن يقوم عليه أمر الحياة وشئون البشر، ويلجون في ظلمات الكفر والفساد، ويتيهون في مهاوي الضلالة والشقاء، وسينصر الله المؤمنين عليهم ويظفرهم بهم، مهما كادوا ومكروا، وتآمروا وغدروا.. وسيتولى الله تبارك وتعالى عن رسوله والمؤمنين أمرهم إذا استقام المؤمنون على الطريقة، وجاهدوا في الله حق جهاده. فإن ما هم عليه هو دين الله الحق وصبغته الطيبة.. ومن أحسن صبغة من الله عز وجل، الذي شاء أن تكون شرعة الفطرة آخر رسالاته إلى عباده.
قال تعالى:
{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} 3
4- الجدال العقيم:
أ- كان من وسائل أهل الكتاب من اليهود والنصارى المنحرفين عن ملة إبراهيم دين الفطرة وشرعة التوحيد إثارة الجدال العقيم، والمحاجة الباطلة في حقائق العقيدة، وفي مقدمتها الحقيقة الكبرى الخالدة التي يصدر عنها كل خير، وينبثق من نورها ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان من صحة
1 البقرة: "137-138".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 133