responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 135
وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} [1].
ولهذا التوجيه الإلهي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حسم الجدال مع هؤلاء الضالين أثر بالغ في قطع دابر اللجاج والمحاجة بالباطل، وهو أصيل في المنهج الإلهي الراشد عريق فيه.. ويشير القرآن الكريم إلى ذلك فيما أخبر به عن إبراهيم عليه السلام.. وفي ذلك يقول عز وجل:
{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ، وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [2].
ب- ثم يعالج القرآن في الآيات الكريمة صورة أخرى من صور الدعاوى الباطلة التي كان اليهود والنصارى يدعونها، مقررًا أنهم في ذلك كاذبون مفترون.. يجادلون كذلك بالباطل ويكتمون شهادة الحق، ويخالفون الحقيقة الجلية التي يعرفونها، والواقع المشهود الذي لا سبيل إلى إنكاره.. إن القرآن الكريم ينكر عليهم دعواهم أن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا على ملتهم: إما اليهودية وإما النصرانية.. وقد أخبر الله تعالى أنهم لم يكونوا هودا ولا نصارى، ولقد كانوا أسبق من اليهودية والنصرانية، والله يشهد بحقيقة دينهم، وأنهم كانوا على الحنيفية الأولى التي لا تشرك بالله شيئًا.. كما قال تعالى:
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً

[1] البقرة: "139".
[2] الأنعام: "80-81".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست