نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 142
على عنادهم وإيقادهم نار الفتنة بين المؤمنين..
وفي ذلك يقول تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [1].
د- إن موقف أهل الكتاب في إثارتهم الفتنة والشكوك، وقولهم ما لا يعتقدون، إنما يصدر عن نزعة عريقة في المكابرة والعناد، ولا تجدي مع هؤلاء حجة ولا يقنع برهان، فهم يعرفون أن التولي شطر المسجد الحرام هو الحق المنزَّل من الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولكنهم -كما يعلن الوحي الإلهي لرسول الله- لن يتبعوا قبلته صلفًا وعنادًا مهما أتاهم به من حجج وآيات مقنعة.. وليس من شأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتبع قبلتهم، وأن يختار غير ما اختار له ربه وارتضاه وهم في خلاف بينهم أيضًا، وكل منهم متمسك بما هو فيه، قد أعمى التعصب بصيرته، ولذا فليس بعضهم بتابع قبلة بعض.. فلا يتوجه اليهود إلى المشرق، ولا يتوجه النصارى إلى المغرب.. وليس يصح -وقد استبان الحق ووضح موقف أهل الكتاب- أن يتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهواءهم بعد أن جاءه العلم والحق من الله، ولئن وافقهم فيما يريدون -وحاشاه أن يفعل ذلك- فإن هذا هو الظلم والانحراف، الذي لا ينبغي لأحدٍ من المؤمنين أن يقع فيه. [1] البقرة: "144".
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 142