نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 150
عضو من أعضائه، ونستطيع أن نقول: إن هذا المجتمع -هذه الجماعة- هي التعبير عن المثل الأعلى الديني، مستخدمين كلمة "ديني" بالمعنى الفردي الذي سبق شرحه، وإذا كانت عقيدة ما أو نظام ثيولوجي "قائم على أساس ديني" يمكن أن يكون تعبيرًا عن الصورة العقلية للاعتقاد الشخصي -كما هو الشأن في كثير من الحالات وفي المسيحية بصفة خاصة- فإن النظام الاجتماعي بما يحويه من ألوان النشاط المختلفة هو التعبير -بصورة عملية- عن الاعتقاد الشخصي للمسلم"1
د- صحيح أن الحياة الإسلامية لم تستوِ على الأفق الرفيع الذي كان وقت حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين، ولكنها ظلت -على الرغم من بعض التحريف الذي طرأ- حياة عالية إذا قيست بغيرها مما عرفته الأرض من نظم وقيم وحضارات.
لقد اتسع الْمَدُّ الإسلامي في مختلف مرافق الحياة حتى شمل الأرض المعروفة كلها في ذلك الحين "وكان البحر الأبيض المتوسط بعد عصر شارلمان قد أصبح بحرًا عربيًّا، واستطاع العباسيون منذ أوائل القرن الرابع أن يحافظوا على حدودهم الغربية من اعتداء البيزنطيين، وكانت أخبار الانتصارات تقرأ من أعلى المنابر ببغداد"[2].
ولم يزل ينهض بتأثير كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بما يبعثان من مقت للشرك والبدع، والجهل والضلال، وأخلاق الجاهلية وعوائدها- رجال لم يخل منهم دور من أدوار التاريخ الإسلامي، يجددون لهذه الأمة أمر دينها، وينفخون فيها روح الجهاد، ويعملون على إقامة المنهج الإسلامي وإقامة الخلافة الراشدة في الأرض، ويمكن أن
1 نقلا عن محمد قطب: "هل نحن مسلمون؟ " ص25. [2] آدم متز: "الحضارة الإسلامية" ج1 ص24.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 150