نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 164
ما أسموه ركب النهضة والرقي والتقدم[1]..
غير أن الغرب لم يستطع أن ينفرد بالتوجيه الفكري والثقافي انفرادًا تامًّا في البلاد الإسلامية، على الرغم مما بذله في سبيل هذا التفرد من مال وسلطة ودهاء وسياسة، وتبشير بالفكر الأوروبي وبالمسيحية، وإلحاح دائم على جعل المسلمين في يأس من حاضرهم ومستقبلهم. فقد وجد مقاومة ومعارضة لاتجاهه وغزوه.. وإذا كانت هذه المقاومة قد اتسمت -في أول الأمر- بطابع التحرر من السيطرة الاستعمارية فقد كانت هذه السمة السياسية ذات قواعد فكرية إسلامية أصيلة، بل كانت بواعثها الأساسية حماية الإسلام من أعدائه، وتقوية صلة المسلمين بدينهم وفهمهم لمبادئه فهمًا يمكنهم من السير في الحياة المعاصرة[2]..
لقد كان الاستعمار بحملاته العسكرية وغزوه الفكري وسيطرته السياسية والاقتصادية محنة حقًّا للعالم الإسلامي كله، ولكن المسلمين الذين ينتسبون إلى جميع الأجناس والألوان، ويمتدون في رقاعٍ كبيرةٍ من الأرض، لم يجدوا عصمة لهم من هذه المحنة إلا بالإسلام. فلم يلوذوا بكبرياء الجنس، والعنصر واللون، ولم يعتزوا بالأرض والتراب كما صنعت كثير من الأمم التي تعرضت لنكبات اجتياح عاصف من غزوات الأقوياء.. لقد بقي لهذه الأمة الإسلامية دينها الذي يردها إلى مقومات الحياة الحقة الكريمة[3]. وهذا الاعتصام بالدين الذي سرى تياره في كيان العالم الإسلامي إثر الغزو الفكري الغربي والهجمات الحاقدة التي رمى فيها أعداء الإسلام هذه الأمة الإسلامية عن قوس واحدة، هو [1] انظر: "واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم" تأليف: أبي الأعلى المودودي ص176، 182. [2] انظر "الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي" تأليف: الدكتور محمد البهي ص71. [3] انظر "الإسلام في القرن العشرين" تأليف: عباس محمود العقاد ص115.
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب جلد : 1 صفحه : 164